كل ما تحتاج معرفته عن بطاقة ترامب الذهبية: برنامج الاستثمار والإقامة في أمريكا

في خطوة تهدف إلى تعزيز الاستثمارات الأجنبية ودعم الاقتصاد الأمريكي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 25 فبراير 2025، عن إطلاق برنامج جديد يُسمى “بطاقة ترامب الذهبية”.يُعد هذا البرنامج واحدًا من أكثر البرامج الاستثمارية طموحًا في تاريخ الولايات المتحدة، حيث يهدف إلى جذب المستثمرين الأثرياء من جميع أنحاء العالم. سيمنح البرنامج حاملي البطاقة إقامة دائمة في الولايات المتحدة مقابل استثمار قدره 5 ملايين دولار، مع إمكانية التقدم للحصول على الجنسية الأمريكية في المستقبل.

خلفية البرنامج واستراتيجية الإدارة الأمريكية

يأتي هذا البرنامج كبديل لبرنامج تأشيرات المستثمرين المهاجرين المعروف باسم "EB-5"، الذي أُطلق في عام 1990 كوسيلة لتعزيز الاقتصاد الأمريكي من خلال جذب الاستثمارات الأجنبية. وكان برنامج EB-5 يمنح الإقامة الدائمة للمستثمرين الذين يساهمون في خلق أو الحفاظ على وظائف داخل الولايات المتحدة، لكنه تعرض على مدار السنوات لانتقادات حادة بسبب حالات الاحتيال وسوء الاستخدام، حيث استخدمه البعض كوسيلة غير مكلفة نسبيًا للحصول على "البطاقة الخضراء".

وفي هذا السياق، صرّح وزير التجارة الأمريكي، هاورد لوتنيك، بأن الإدارة الأمريكية قررت إلغاء العمل ببرنامج EB-5 واستبداله ببرنامج "بطاقة ترامب الذهبية"، الذي يتميز بشروط أكثر صرامة ومعايير أكثر شفافية لضمان وصول الاستثمارات إلى القطاعات التي تحتاجها الولايات المتحدة بشدة.

كل ما تحتاج معرفته عن بطاقة ترامب الذهبية: برنامج الاستثمار والإقامة في أمريكا"

تفاصيل بطاقة ترامب الذهبية

يختلف هذا البرنامج الجديد اختلافًا جوهريًا عن برنامج EB-5 التقليدي، حيث لا يشترط على المستثمرين خلق عدد محدد من الوظائف أو الاستثمار في مناطق معينة ذات احتياج اقتصادي. وبدلًا من ذلك، يُركز البرنامج على جذب الأفراد ذوي الثروات العالية دون فرض التزامات استثمارية محددة أو قيود على طريقة استخدام أموالهم، مما يجعله أكثر مرونة وجاذبية للأثرياء الراغبين في الاستقرار بالولايات المتحدة.

أهداف البرنامج وتوقعاته الاقتصادية

أكد الرئيس ترامب أن الهدف الأساسي لهذا البرنامج هو تحفيز الاقتصاد الأمريكي من خلال جذب الأثرياء الذين سينفقون الأموال داخل الولايات المتحدة، ويدفعون الضرائب، ويساهمون في تعزيز النشاط الاقتصادي بطرق متنوعة. وأشار إلى أن بيع مليون بطاقة ذهبية يمكن أن يُحقق عائدات مالية هائلة تُستخدم في تقليص العجز وسداد الديون الوطنية، ما يجعله خطوة استراتيجية لتعزيز الاقتصاد الأمريكي.

كما أوضح ترامب أن الشركات الكبرى مثل "آبل" قد تستفيد من هذا البرنامج من خلال شراء هذه البطاقات لاستقطاب المواهب العالمية والمتفوقين في مجالاتهم، مما سيمكن الولايات المتحدة من الحفاظ على ريادتها في مختلف الصناعات والقطاعات التكنولوجية والمالية.

مزايا "بطاقة ترامب الذهبية" والمستفيدون المحتملون

يستهدف هذا البرنامج فئة المستثمرين رفيعي المستوى الذين يبحثون عن فرص للاستقرار في الولايات المتحدة والاستفادة من بيئتها الاقتصادية القوية. من بين أبرز المزايا التي تقدمها البطاقة

الإقامة الدائمة: يحصل المستثمر وعائلته المباشرة (الزوجة والأبناء تحت سن 21 عامًا) على إقامة دائمة فورية.

المسار السريع للجنسية: بعد فترة إقامة محددة واستيفاء بعض الشروط الإضافية، سيكون بإمكان حاملي البطاقة التقدم للحصول على الجنسية الأمريكية.

فرص اقتصادية أوسع: يُشترط استثمار المبلغ في قطاعات استراتيجية مثل التكنولوجيا، العقارات، والصناعات المتقدمة، مما يعزز نمو هذه القطاعات ويوفر المزيد من فرص العمل للأمريكيين.

شفافية وضوابط أقوى: سيتم تطبيق إجراءات رقابية صارمة لضمان أن الاستثمارات تُستخدم في الأغراض الاقتصادية المقررة.

ردود الأفعال والتوقعات المستقبلية

أثار الإعلان عن البرنامج الجديد موجة من الجدل بين الاقتصاديين والمحللين السياسيين، حيث يرى البعض أن "بطاقة ترامب الذهبية" ستجذب مستثمرين أكثر التزامًا وستساهم في تحفيز الاقتصاد الأمريكي، بينما يحذر آخرون من أن البرنامج قد يواجه تحديات قانونية أو انتقادات داخل الكونغرس، خاصة من قبل المعارضين الذين يرون في هذا النهج تفضيلًا للأثرياء على حساب فئات أخرى من المهاجرين.

على الرغم من هذه التحفظات، تشير التوقعات الأولية إلى أن البرنامج قد يجذب مليارات الدولارات من الاستثمارات الأجنبية، مما يعزز مكانة الولايات المتحدة كوجهة مفضلة لرؤوس الأموال العالمية. ويبقى السؤال: هل سينجح "بطاقة ترامب الذهبية" في تحقيق أهدافه دون إثارة المزيد من الجدل؟ هذا ما ستكشفه الأشهر المقبلة.

الخاتمة

يُعد برنامج "بطاقة ترامب الذهبية" مبادرة جريئة تهدف إلى جذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز الاقتصاد الأمريكي من خلال تقديم إقامة دائمة للأثرياء مقابل 5 ملايين دولار. ومع ذلك، يبقى نجاح هذا البرنامج مرهونًا بمدى استجابة المستثمرين الأجانب، وقدرة الإدارة الأمريكية على تنفيذ البرنامج بفعالية مع مراعاة التحديات القانونية والانتقادات المحتملة.

لا تفوّت متابعة أحدث المقالات حول السفر والهجرة عبر موقعنا Arab 4 Travel، حيث نقدم لك كل ما تحتاج معرفته عن الوجهات السياحية والفرص حول العالم!